FrIEnDs 2M
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نحن شمعه تحترق من اجل الاخرين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  الشاتالشات  دخولدخول  

 

 مبارك 2006

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمدنور
( فريق عمل الموقع )
( فريق عمل الموقع )
احمدنور


عدد الرسائل : 570
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

مبارك 2006 Empty
مُساهمةموضوع: مبارك 2006   مبارك 2006 I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2007 2:02 pm



السفير أمين يسري

مبارك 2006
أظن دون أن يحمل هذا الظن إثما أن الرئيس السادات عندما قرر تعيين نائب لرئيس الجمهورية فإنه راعى عدة معايير تكون حاكمة لهذا الاختيار، وأظن مرة أخرى أنه بحكم العقل والمنطق أن جعل من بين هذه المعايير ومن أهمها أن يكون أحد ضباط القوات المسلحة ويفضل أن يكون أحد الذين أسهموا فى حرب أكتوبر، وأن يكون شخصا عرف عنه الطاعة المطلقة والانضباط لا يطرح فكرا ولا رأيا مستقلا. أى لا يكون صاحب رؤية وأحلام بما يجب أن يكون عليه الحال. وأن يكون مجردا من الطموح. وأيضا ألا يكون له أى خلفية سياسية.
وأعتقد أن الرئيس السادات قد وفق فى الاختيار، وفق هذه المعايير عندما اختار محمد حسنى مبارك. فالرجل لم يعرف عنه أحدا ممن عاصروا شبابه أدنى اهتمام بالشأن العام إلى حد العزوف عن قراءة -الأهرام- أو أى صحيفة يومية، وأنه منذ أن التحق بالكلية العسكرية وهو شديد الانضباط كما يقول عنه زملاؤه فكان آخر من يخرج من الكلية عند الانصراف لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، وأول من يعود لها بعد انتهاء الإجازة. وهو أثناء الدراسة لم يحلم بأن يكون متفوقا على زملائه ولم يكن هذا من بين طموحاته، فكان يكتفى بالحصول على الدرجات التى تؤهله للنقل إلى السنة الدراسية التالية. وأذكر جيدا واقعتين. واحدة منهما كنت شاهدا عليها بنفسي. منذ زار الرئيس السادات الولايات المتحدة وأجرى مباحثات ورأى اطلاع الرئيس حافظ الأسد على نتائج هذه الزيارة. فأوفد نائبه محمد حسنى مبارك إلى دمشق لمقابلة الرئيس السورى واطلاعه على فحوى الزيارة وذهب معه السيد إسماعيل فهمى وزير الخارجية الذى صحب معه نجله الذى كان فى حينه ملحقا دبلوماسيا بمكتب والده وهو حاليا سفير مصر فى واشنطن، وإلى أن تتم المقابلة فقد حضر إلى مقر الضيافة عبدالله الأحمر نائب رئيس حزب البعث السورى للترحيب بالضيف. كنت فى ذلك الحين قائما بأعمال سفارة مصر فى دمشق، وكنت بالتالى حاضرا لهذاء اللقاء. كان عددنا جلوسا حول المائدة خمسة لا غير. وافتتح عبدالله الأحمر الحديث مرحبا بالضيف ثم عرج إلى موضوعات سياسية. لكنه لم يجد تجاوبا وانتقل الحديث بعد فشل كل المحاولات إلى موضوعات بعيدة كل البعد عن السياسة حتى وصلت إلى الزراعة وتحديدا زراعة العدس!
وهذه الواقعة تدل على أن السيد محمد حسنى نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الحين رجل شديد الانضباط، فقد جاء فى مهمة محددة وهى أن ينقل للرئيس حافظ الأسد نتائج زيارة الرئيس السادات إلى واشنطن وأنه غير مستعد للحديث فى أى موضوع سياسى خارج هذا النطاق وإلى غير الرئيس الأسد، وأن الموضوعات السياسية من جهة أخرى لا تستهويه.
الواقعة الثانية قد يذكرها الذين عاصروا تولى الرئيس محمد حسنى مبارك رئاسة الجمهورية وسجلات جريدة -الأهرام- على أية حال شاهدة عليها، فقد حضر إلى مصر وفد صحفى يمثل أهم الصحف الأمريكية للقاء الرئيس الجديد، وكان من بينهم صحفية وجهت فى بداية اللقاء سؤالا للرئيس حول ما يحلم به، لكنها فوجئت بالرئيس يتعامل مع السؤال بحرفيات كلمة الحلم. فأجابها بأنه عندما يخلد للنوم فإنه يستغرق فيه حتى يستطيع الاستيقاظ مبكرا كما تعود، ونادرا ما يحلم! وفى نهاية اللقاء عاودت ذات الصحفية طرح السؤال لكن بصيغة لا تحمل اللبس فسألت الرئيس عما يحلم به لمصر. فأجابها الرئيس إجابة عامة وأنه يتمنى أن يرى مصر بخير..! وأظن أن هذه الصحفية قد استخلصت من هذه الإجابة ما كانت كأمريكية تتمناه! وأنه ليس صاحب رؤية ولا مشروع قومي. وهو حلم أمريكى تحقق!.
بالإضافة إلى هذه الخلفية لحياته فإن الرجل إنصافا تولى رئاسة مصر فى أصعب الظروف. فقد تولاها عمليا أو نظريا وسط بركة من الدماء بينما كان منكفئا محتميا بسور المنصة من طلقات الرصاص الذى كان يتطاير من حوله من قبل المهاجمين. هكذا قال فى المسلسل التليفزيونى الذى أعده الأستاذ عماد الدين أديب أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية.
وبعد أن تولى وقعت أحداث مديرية الأمن فى المنيا بما جعل الهاجس الأمنى عنده شديد التأثير فى مواقفه. إلى حد أنه واحد من ثلاثة يحتمون بنظام أمنى تقنى شديد التعقيد وشديد التكلفة هو والمرحوم رفيق الحريرى والرئيس بوش.
ولذلك لا غرابة فى إصراره على الإبقاء على حالة الطوارئ قائمة منذ أن تولى الحكم وحتى الآن وإلى عامين مقبلين. ولا غرابة أيضا فى حرصه على ما يسميه الاستقرار الذى جعل مصر فى حالة تيبس ورفضه المطلق لأى حراك سياسى أو إصلاح ديمقراطي.
لكن الرئيس الذى عرفناه عام 1981 يختلف عن الرئيس عام 2006 فقد كان يمسك بزمام كل الأمور وبحكم قبضته على كل صغيرة وكبيرة. إلى حد أنه انتقل يوما ومعه عدد من الوزراء إلى أسوان لتحديد موقع كوبرى اختلف فى شأن موقعه، ووزراء الرى والنقل والثقافة. وحدد موقعا وياليته ما فعل فإن أحدا لا يستخدمه لبعده عن العمران وعدم تناسب موقعه مع احتياجات الناس والمرور عليه.
الرئيس الذى عرفناه عام 1981 وعمره ثلاثة وخمسون عاما يختلف يقينا عن الرئيس الذى تجاوز عمره الآن الثامنة والسبعين فللسن أحكام. فلم يعد مركز القرار مناطا به وحده عمليا.
فقد نشأت مراكز قوى عديدة لسد فراغ قائم بحكم السن.
أصبح لدينا لجنة السياسات التى باتت مركز قوة بلا شك. ووجدت مراكز قوة بين جماعات رجال الأعمال التى أصبحت فى السلطة فعليا سواء فى مناصب وزارية أو أعضاء بارزين فى مجلس الشوري. وأصبحت وزارة الداخلية مركز قوة لوحدها حيث تملك قوة البطش، ناهيك عن السيدة الفاضلة حرم الرئيس. ولا ننسى طبعا السفارة الأمريكية التى هى أكبر سفارة لأى دولة فى أى دولة وفى مصر تحديدا. وإلى جانبها السفارات الغربية. وأيضا سفارة إسرائيل.
وفى المقابل فى الشارع السياسى فإن هناك مراكز قوى متفرقة ومبعثرة من أهمها قوة الإخوان المسلمين المحظورة! التى لها تمثيل برلمانى معتبر متمثل فى 88 نائبا، وهناك أيضا قوة نادى القضاة بكل ما يمثله القضاء من تقدير واحترام، والذى هو فى حالة انتفاضة طلبا لاستقلاله وتحرره من سطوة السلطة التنفيذية وهناك نقابات الصحفيين والمحامين والمهندسين التى تحت الحراسة وأيضا حركة -كفاية- التى هى نموذج لحركة احتجاج شعبى يمثل كل التيارات.
لست أزعم القدرة على قراءة الخريطة الجغرافية لمراكز القوى فى مصر وحصرها تحديدا وتحديد حجم كل منها، ومدى تأثيرها فى صنع القرار، لكن الشيء المؤكد فى ظنى أن مبارك فى عام 2006 ليس هو مبارك 1981 وأنه لم يعد وحده الذى يحكم منفردا ويتخذ وحده القرار. وما رحلة جمال مبارك إلى واشنطن يوم الخميس الماضى إلا مظهر من مظاهر تعدد مراكز القوي.
وانفراد مبارك بالحكم كان يمثل حالة استبداد. وانفراط مركز القوة هذا وتعدد مراكز القوى يمثل حالة أخطر. وزيادة حالة الاحتقان فى الشارع هو الوجه المقابل الذى يمثل هذه الحالة الخطرة ويعكس صورتها المفزعة. الأمر الذى يذكرنى بعنوان مقال كتبته قبل أشهر -مستقبل مصر القريب والبعيد على كف عفريت- وهو كذلك فعلا. لكن يبقى السؤال من هو العفريت وهل هو واحد أم عدة عفاريت؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مبارك 2006
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
FrIEnDs 2M :: المنتدى العام :: الكلام الكبير اوى ( السياسه)-
انتقل الى: